الاستماع
المحبة والوُدّ
للمحبة في لسان العرب ستون اسماً ذكرها الإمام ابن القيم في كتابه (روضة المحبين) ومع أن بينها اختلاف في الألفاظ فهي تطلق على مسمى واحد، ولكن يوجد بينها فروق دقيقة، فان قلت ما هو الفرق بين الود والحب؟ قلنا الحب ما استقر في القلب، والود ما ظهر في السلوك، فإذا كنت تحب فلانا فمشاعر الميل نحوه هي الحب، وابتسامك في وجهه هي الود، وإذا قدمت اليه هدية فهي ود، أو أعنته في مشكلة فهي ود، أو عدته في مرض فهي ود، أو أعطيته هدية في زواجه فهي ود، أو نصحته فهي ود، فالمشاعر الداخلية هي الحب، والظواهر المادية هي الود، والله - سبحانه وتعالى - هو الذي خلق الكون، وسخر ما فيه للإنسان، وأنعم عليه بنعم لا تحصى، وجعل نعمه تظهر حبه ووده لعباده، فإذا صحت محبتك لله استيقظ قلبك وتفتحت بصيرتك، رأيت أن كل ما في الكون ما هو إلا تودد من الله لعباده؛ فهو الذي يتودد إلى عباده بالنعم فتودد اليه بالإيمان به وبعبادته وطاعته، وامتثال أمره وترك ما نهى عنه، وبالتخلق بأخلاق نبيه وبالبذل والعطاء، وبالإحسان إلى خلقه وبالشكر لنعمه، تظفر بحبه وحفظه وتأييده ونصره ورحمته وإكرامه والأمن من عذابه، وتعرّف على اسمه الودود فهو الغفور الودود الذي خلق المودة.
أسئلة النص:
1- ما اسمُ كتابِ ابنِ القَيِّمِ الّذي ذُكِرَتْ فيهِ أسماءُ المحبَّةِ؟
روضةُ المحبّينَ.
2- كَمْ عددُ أسماءِ المحبَّةِ كَما قالَ ابْنُ القَيِّمِ؟
ستّونَ اسمًا.
3- ما الفرْقُ بينَ الحبِّ والوُدِّ؟
الحُبُّ ما استقرَّ في القلبِ، والودُّ ما ظهرَ في السُّلوكِ.
4- اذكرْ بعضَ مظاهرِ الودِّ نحوَ شخصٍ كما وردتْ في النّصِّ.
ابتسامُكَ في وجهِهِ، تقديم الهديَّةً إليه أو إعانتَهُ في مشكلةٍ، أو عيادته في مرضٍ، أو نصيحتُهُ.
5- كيفَ يُظهِرُ الإِنسانُ الوُدَّ للهِ سبحانَهُ وَتعالى؟
بالإيمانِ بهِ وبعبادتهِ وطاعتهِ، وامتثالِ أمرهِ وتركِ ما نهى عنهُ، وبالتّخلُّقِ بأَخلاقِ نبيِّهِ، وبالبذلِ والعطاءِ، وبالإِحسانِ إلى خلقِهِ، وبالشُّكْرِ لنِعَمِهِ.