نص الاستماع
مواسم القِطاف
بلهفةٍ وشوقٍ، ينتظرُ المُزارعونَ في فلسطينَ مواسمَ القِطافِ؛ هذا ينتظرُ قِطافَ أشجارِ زيتونٍ ورِثها عن أجدادهِ؛ ليحصُلَ على مؤونَةِ بيتهِ من الزيتِ، وهذا ينتظرُ نضوجَ ثِمارِ التينِ؛ ليبيعها ويستفيدَ من ثمنها، وذاكَ ينتظرُ قِطافَ كرومِ العنبِ، وآخرُ ينتظرُ قِطافَ أشجارِ النخيلِ، أو ثمارَ اللوزِ والبرقوقِ، وآخرُ ينتظرُ قطافَ بيّاراتِ البرتقالِ والليمونِ.
إنّها مواسِمُ بركةٍ وخيرٍ وعطاءٍ، تُمثّلُ خيراتِ أرضنا المِعطاءَةِ التي باركَ اللهُ فيها، فيها نتعاونُ مع بعضنا، نتقاسمُ العملَ من دونِ كللٍ أو مللٍ، وفيها نرددُ الأغانيَ والأهازيجَ؛ حتى لا نُحسَّ بالتعبِ، وفيها تكثرُ الغلالُ، وتَعمُرُ الأسواقُ، وتشبعُ الطيورُ، فتعنّي أعذبَ الألحانِ.