نص الاستماع
في العمل حياة
عِنْدَما نَنْظُرُ إِلى الشَّوارِعِ صَباحاً يَشُدُّنا مَشْهَدُ النّاسِ وَهُمْ يَنْطَلِقونَ مُسْرِعينَ إِلى أَعْمالِهِمْ وَسَطَ الزِّحامِ؛ لِيَصِلوا إِلَيْها مُبَكِّرينَ.
الإِنْسانُ الْحُرُّ يَعْتَمِدُ عَلى نَفْسِهِ، وَلا يَعْتَمِدُ عَلى غَيْرِهِ في تَحْصيلِ رِزْقِهِ؛ فَلا يَقْبَلُ أَبَداً أَنْ يَعيشَ مِنْ كَسْبِ غَيْرِهِ ما دامَ قادِراً عَلى الْكَسْبِ.
الْحَياةُ عَطاءٌ وَأَخْذٌ، وَالْعامِلُ يَنْبَغي أَنْ يُعْطِيَ أَكْثَرَ مِمّا يَأْخُذُ، وَأَنْ يَنْظُرَ إِلى الْعامِلينَ الْمُجِدّينَ، فَيَقْتَدِيَ بِهِمْ، وَلا يَنْشَغِلَ بِالنَّظَرِ إِلى الْعاطِلينَ عَنِ الْعَمَلِ، وَالْحَياةُ تَزْدَهِرُ بِالْعامِلينَ، وَلَيْسَ بِالْكُسالى الْخامِلينَ.
الْيَوْمَ، مَجالاتُ الْعَمَلِ كَثيرَةٌ، وَالْمِهَنُ مُتَعَدِّدَةٌ، وَتَعَلُّمُها مَيْسورٌ، وَبَعْضُها يَحْتاجُ إِلى دَوْرَةٍ بَسيطَةٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ الْمُتَدَرِّبُ مِنْ أَصْحابِ الْحِرَفِ.
جَميلٌ قَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "إِنّي لأَرى الرَّجُلَ، فَيُعْجِبُني، فَأَقولُ: هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ؟ فَإِنْ قالوا: لا. سَقَطَ مِنْ عَيْني".