نص الاستماع
لولا الأمل
مِنْ أَجْمَلِ الأَشْياءِ في الْحَياةِ أَنْ تَكونَ النُّفوسُ مَليئَةً بِالأَمَلِ؛ فَلَوْلا الأَمَلُ لَكانَتِ الْحَياةُ مِثْلَ كَهْفٍ مُظْلِمٍ، فَبِالأَمَلِ نَرى الدُّنْيا جَميلَةً، وَنَتَغَلَّبُ عَلى الْمَصاعِبِ، وَلا نُحِسُّ بِالْهُمومِ، وَنُقْبِلُ عَلى الْحَياةِ بِهِمَّةٍ وَنَشاطٍ.
وَالْمُتفائِلُ إِذا رَأى اللَّيْلَ مُظْلِماً قالَ: انْظُرْ إِلى جَمالِ النُّجومِ فيهِ، وَإِذا رَأى نَبْتَةً ذاتَ أَشْواكٍ، قالَ: انْظُرْ إِلى جَمالِ أَزْهارِها، وَإِذا قيلَ لَهُ عَنْ شَيْءٍ: هذا قَبيحٌ، قالَ: إِنَّني أَسْتَطيعُ أَنْ أَدُلَّكُمْ عَلى مِئَةٍ مِنَ الصِّفاتِ الْجَميلَةِ فيهِ، وَإِذا قيلَ لَهُ: حَياتُنا قاسِيَةٌ، قالَ: الأَيّامُ الْجَميلَةُ لَمّا تَأْتِ بَعْدُ.
عَلَيْنا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْحَياةَ بِأَمَلٍ، فَنَضْحَكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ، وَنَتَحَدّى الصِّعابَ، وَعِنْدَئِذٍ يُصْبِحُ كُلُّ أَمْرٍ يَسيراً، وَنَصْنَعَ مِنَ الثَّمَرِ الْمُرِّ شَراباً حُلْواً لَذيذاً.