نص الاستماع
تطور وسائل النقل
كانَتْ وَسائِلُ النَّقْلِ قَديماً بَطيئَةً جِدّاً، فَقَدْ كانَ النّاسُ يُسافِرونَ مَشْياً عَلى الأَقْدامِ، وَيَعْتَمِدونَ في نَقْلِ حاجاتِهِمْ عَلى ظُهورِهِمْ أَوْ رُؤوسِهِمْ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَ النّاسُ الْحَيَواناتِ الْمُخْتَلِفَةَ، كَالْجِمالِ، وَالْبِغالِ، وَالْحَميرِ، وَالْحَمامِ الزّاجِلِ؛ لِنَقْلِ حاجاتِهِمْ، وَرَسائِلِهِمْ.
وَبَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمَنِ، صَنَعَ الإِنْسانُ عَرَباتِ نَقْلٍ صَغيرَةً، لَها عَجَلَةٌ واحِدَةٌ، تَطَوَّرَتْ فيما بَعْدُ إِلى أَرْبَعِ عَجَلاتٍ، تَسيرُ مِنْ دونِ مُحَرِّكٍ، ثُمَّ صُنِعَتْ بَعْدَ ذلِكَ الْمَراكِبُ الشِّراعِيَّةُ الَّتي تَسيرُ عَلى الْماءِ.
وَحَديثاً، صَنَعَ الإِنْسانُ مَرْكَباتٍ تَعْمَلُ بِالْمُحَرِّكاتِ، مِثْلَ: السَّيّاراتِ، وَالْقِطاراتِ، وَالسُّفُنِ، وَالطّائِراتِ، وَغَيْرِها.
كُلُّ هذِهِ الْوَسائِلِ جَعَلَتِ الْعالَمَ قَرْيَةً صَغيرَةً؛ فَالإِنْسانُ يَتَنَقَّلُ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ، وَمِنْ قَارَّةٍ إِلى قارَّةٍ، يَخْتَصِرُ الْوَقْتَ وَالْجُهْدَ، وَصارَتْ شَرِكاتُ الْمُواصَلاتِ الْبَرِّيَّةِ وَالْبَحْرِيَّةِ وَالْجَوِّيَّةِ تَتَسابَقُ فيما بَيْنَها في تَطْويرِ وَسائِلِ مُواصَلاتِها، مِنْ حَيْثُ الْقُوَّةُ، وَالسُّرْعَةُ، وَالْحَداثَةُ، وَالرَّفاهِيَّةُ، وَالْجَمالُ.