نص الاستماع
الكلب الوفي
يُحْكى أَنَّ حَطّاباً كانَ يَسْكُنُ كوخاً صَغيراً، وَيَعيشُ مَعَهُ طِفْلُهُ وَكَلْبُهُ،وَكانَ كُلَّ يَوْمٍيَذْهَبُ لِجَمْعِ الْحَطَبِ، تارِكاً الطِّفْلَ في رِعايَةِ اللهِ مَعَ الْكَلْبِ؛ لأَنَّهُ كانَ يَثِقُ بِكَلْبِهِ ثِقَةً كَبيرَةً.
وَبَيْنَما كانَ الْحَطّابُ عائِداً مِنْ عَمَلِ يَوْمٍ شاقٍّ، سَمِعَ نُباحَ الْكَلْبِ مِنْ بَعيدٍ، عَلى غَيْرِ عادَتِهِ،فَأَسْرَعَ إِلى كوخِهِ، فَصُعِقَ الْحَطّابُ لِما رَآهُ؛ كانَ فَمُ الْكَلْبِ مُلَطَّخاً بِالدِّماءِ، فَانْتَزَعَ الْحَطّابُ فَأْسَهُ، وَضَرَبَ بِها الْكَلْبَ ضَرْبَةً مُميتَةً،وَدَخَلَ كوخَهُ مُسْرِعاً؛ لِيَرى طِفْلَهُ الْمَأْكولَ، وَبِمُجَرَّدِ دُخولِهِ الْكوخَ، جَلَسَ عَلى رُكْبَتَيْهِ، فَامْتَلَأتْ عَيْناهُ بِالدُّموعِ، عِنْدَما رَأى طِفْلَهُ يَلْعَبُ، وَبِالْقُرْبِ مِنْهُ حَيَّةٌ ضَخْمَةٌ مُخَضَّبَةٌ بِالدِّماءِ، وَقَدْ لَقِيَتْ حَتْفَها بَعْدَمَعْرَكَةٍ كَبيرَةٍ.
حَزِنَ الْحَطّابُ أَشَدَّ الْحُزْنِ عَلى كَلْبِهِ الَّذي افْتَداهُ مَعَ طِفْلِهِ بِحَياتِهِ؛ فَقَدْ كانَ يَنْبَحُ فَرَحاً بِأَنَّهُ أَنْقَذَ طِفْلَهُ مِنَ الْحَيَّةِ؛ لِيَنْتَظِرَ شُكْراً مِنْ صاحِبِهِ الَّذي قَتَلَهُ بِلا تَفْكيرٍ.