فوائد غير متوقعة للكورونا للبشرية
ملخص المقال
لم يكن يخطر على بال أحدنا منذ ظهر وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، أن يكون لهذه الجائحة فوائد وإيجابيات ملموسة أفادت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!
على غير المتوقَّع وما لم يكن يخطر على بال أحدنا منذ ظهر وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، أن يكون لهذه الجائحة فوائد وإيجابيَّات ملموسة أفادت كوكب الأرض خاصَّةً في أمور ومشكلات قد طرأت علينا خلال العقود الأخيرة، وكان العلماء في البشرية يبذلون من الجهد الكثير لحلها، بل تخيل الكثيرون أنَّه من الصعوبة بمكان الوصول إلى حلٍّ لها بل قد تصل إلى المستحيل؛ وذلك لصعوبة تعديل السلوكيات البشرية التي أدَّت إلى تلك المشكلات والمخاطر..
فقد توصَّل خبراء وعلماء بيئة دوليُّون ومسئولون بوكالة ناسا -وَفْق تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية- إلى أنَّ فيروس كورونا ليس شرًّا مطلقًا؛ حيث حقَّق تعليق المصانع والشركات وتراجع معدلات حركة السيارات بمختلف دول العالم التي أصابها وباء كورونا في فوائد بيئيَّة عدَّة، جعلت من كوكب الأرض "المستفيد الأول"..
الخطر الأكبر .. تلوث الهواء
لقد حقَّق هذا الإغلاق والحجر الصحي استفادة غير مقصودة للسماوات الزرقاء، فوَفقًا لوزارة النظام البيئى الصينية، فإنَّ معدل أيام الهواء عالي الجودة قد زاد 21,5% في فبراير مقارنةً بالفترة نفسها العام الماضي.
فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية التي أصدرتها ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية انخفاضًا حادًّا في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين الذي تُطلقه الحافلات ومفاعلات الطاقة والمنشآت الصناعية في مدن صينية كبرى بين شهري يناير وفبراير.
وبحسب صور الأقمار الصناعية اختفت تقريبًا السحابة المرئية من الغازات السامَّة التي كانت تُحلِّق فوق المناطق الصناعية.
تراجع نسبة الكربون
وعلق "في ليو" الباحث في جودة الهواء بمركز رحلات الفضاء بناسا، قائلًا: "إنَّ هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها هذا التراجع الكبير على منطقة واسعة لحدثٍ معيَّن"، مضيفًا أنَّه لا يشعر بالدهشة لأنَّ الكثير من المدن في الصين قامت بإجراءات للحدِّ من انتشار الفيروس.
وتضيف "سي إن إن"، أنَّ نمطًا مماثلًا ظهر مع ثاني أكسيد الكربون المنبعث من حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم؛ ففي الفترة من الثالث من فبراير حتى الأول من مارس انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 25% على الأقل بسبب إجراءات احتواء كورونا، وَفقًا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، وهو منظمة أبحاث تلوث الهواء.
الأوزون
وتُشير الشبكة الأميركية "سي إن إن" إلى أنَّ الصين بصفتها أكبر ملوث في العالم، تُسهم بنسبة 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم سنويًّا، لذلك فإنَّ تأثير هذا النوع من الانخفاض كبير حتى لو كان لفترةٍ قصيرة.
ويوضح مركز أبحاث تلوث الهواء أنَّ هذا يُعادل 200 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون؛ أي أكثر من نصف معدل الانبعاث السنوي لبريطانيا.
ورصدت من ناحية أخرى صفحة "إريثلي" على انستجرام بعض الآثار الإيجابية التي خلَّفتها إجراءات مكافحة فيروس كورونا، ومنها استمرار طبقة الأوزون في التعافي وقدرتها على التعافي بشكلٍ كامل، وبحسب ورقة علميَّة، نُشِرت في مجلة Nature العلمية، ظهرت علامة على نجاحٍ نادرٍ في عكس الضرر البيئي، وتبين أنَّ العمل العالمي المنسق يمكن أن يُحدث فارقًا.
فناء الكائنات الحية
فنجد أنَّ أستراليا بدأت تتعافي أخيرًا، وبدأت الكوالا تعود إلى الطبيعة بعد حرائق الغابات الأخيرة.
كما أسهم تقليل النشاط التجاري والسياحي في تعافي الشعب المرجانية في هاواي، فضلًا عن أنَّ القنوات المائية في مدينة فنيسيا الإيطالية أصبحت نظيفة بطريقة غير مسبوقة في الذاكرة الحديثة؛ حيث عادت الأسماك والكائنات البحرية أثناء إغلاق المدينة وعزوف الناس عن الشوارع.
كما منعت الصين استهلاك الحيوانات البرية؛ حيث قرَّرت لجنة في مجلس الشعب الصيني وقف التجارة واستهلاك الحيوانات البرِّيَّة بشكلٍ دائم، على الرغم من أنها صناعة تُقدَّر بـ 74 مليار دولار.
وقد قدَّمت السلطات المحلية في مدينة شنجن -الواقعة جنوبي الصين- وثيقة ضوابط ولوائح مقترحة تهدف إلى الحدِّ من انتشار فيروس كورونا الجديد، وتشمل تجريم تناول الكلاب والقطط..
تغيرات إيجابية في حركة الأرض
لقد أظهرت البيانات من مقاييس الزلازل التي جمعتها هيئة المسح الجيولوجي البريطانية و المرصد الملكي للجيولوجي البلجيكي توماس لوكوك وغيرها في الكثير من أنحاء العالم، أظهرت "انخفاضًا في مستويات الضوضاء مع انخفاض النشاط البشري".
حيث يقول الخبراء الإنجليز: إنَّ هذا التغيير في مستويات الاهتزاز هو نتيجة مباشرة لإجراءات البقاء في المنزل، وإجراءات الإغلاق التي تفرضها حكومة المملكة المتحدة.
وتكتشف مقاييس الزلازل الموجات الزلزالية (الاهتزازات) في قشرة الأرض، ولكنَّها تلتقط -أيضًا- حركة البشر والصناعة وحركة المرور، التي تظهر على أنَّها ضوضاء عالية التردُّد، ولوُحِظت اتِّجاهات مماثلة في باريس وبروكسل ولوس أنجلوس وأوكلاند.
وأكد عالم الزلازل ستيفن هيكس، أنه: "شهد هذا الأسبوع انخفاضًا في متوسط مستوى الضوضاء الزلزالية أثناء النهار". وبالتالي مع إزالة هذه الأصوات (الترددات الناتجة من حركة البشر) من بيانات أجهزة الرصد، تجعل الكشف عن الزلازل أكثر وضوحًا وموثوقيَّة.
نقلاً عن موقع قصة الإسلام لايت