الاستماع
النَّسْرُ والقُبًّرة
تلاقى نسرٌ وقبّرة على صخرةٍ فوقَ ربوةٍ عاليةٍ.
قالت القبّرة: طاب صباحك أيها السيد، فنظر إليها النسر من علٍ وقالَ بصوتٍ خافتٍ: طابَ صباحك.
وقالت القبّرة: أرجو أن يكونً كل شيء على ما تروم أيها السيد.
أجابها النسر: أجل كل شيء على ما نروم ولكن ألا تعلمين أنني ملك الطيور وأنّه لا يجوز لك أن تخاطبينا قبل أن نبدأك بالكلام؟
قالت القبّرة: يلوح لي أننا من الأسرة نفسها.
نظر إليها النسر بازدراء وقال: من هو هذا الذي قال إني وإياكِ من أسرةٍ واحدة؟
أجابت القبّرة: ولكني أودّ أن أذكرك بهذا الأمر وهو أنَّ في مستطاعي أن أطيرَ في العلا كما تعلو، وفي مستطاعي أن أغنّي وأدخِل الفرح على قلوب المخلوقات الأخرى من أبناء الأرض ولا تملك أنتَ أن تقدّم لها فرحاً ولا متعة، عند ذاك غضب النسر وقال: فرحٌ ومتعة! أنتِ أيتها المخلوقةُ الصغيرةُ المدَّعية! إني لقادرٌ على تحطيمكِ بنقرةٍ واحدةٍ من منقاري، وما أنتِ إلا بحجم قدمي، فما كان من القبّرة إلا أن ارتمت على ظهر النسر وأخذت تنقر ريشه، وأحسَّ النسرُ بضيقٍ وانزعاج وطار بقوةٍ وارتفع ما استطاع الارتفاع وقد أضمر أن يلقي القبّرة عن ظهره، ولكنه أخفقَ في ذلك، وأخيراً انطرحَ على الصخرةِ العاليةِ ذاتِها التي طار عَنها وهو أشدّ ما يكون غيظاً وخنقاً ولم تفارق القبرة الصغيرة ظهره.
أسئلة النص:
1- لِمَ اعتقدَ النَّسْرُ أَنَّهُ لا ينْبغي للقُبَّرةِ أَنْ تبدأَهُ بالكَلامِ؟
لأنه ملكُ الطّيورِ، فلا يجوزُ لها أَنْ تخاطبه قبلَ أَنْ يبدأها بالكلامِ.
2- ماذا قَصَدَتِ القُبَّرَةُ بقولِها: إنَّها والنَّسْرَ منَ الأُسرَةِ نفسِها؟
كلاهما ينتميان إلى عالم الطيور وإن اختلفت ألوانهما وأشكالهما.
3- لماذا طارَ النَّسْرُ عاليًا؟
لأنه أَضمرَ أَنْ يُلقِيَ القُبَّرَةَ عن ظهرهِ.
4- لماذا انْطرَحَ النَّسْرُ على الصَّخْرةِ ولم يرتفِعْ أَكثَرَ؟
لأنه كان مغتاظًاً حانقًاً إذ أَخفقَ في أن يطرح القبرة عن ظهره.
5- إِلامَ يرمِزُ كلٌّ مِنَ النَّسْرِ والقُبَّرَةِ في هذِهِ القِصَّةِ؟
النسر: الشخص المتسلط المغرور.
القبرة: الشخص المعتزّ بنفسه الرافض للذلّ.
6- استخلِصْ عبرتَيْنِ يمكِنُ تعلُّمُهُما مِنْ هذِهِ القِصَّةِ.
التواضع سمة تُعلي وترفع من سمة المرء.
لا ينبغي أن نستخفّ بقدرات الآخرين لمجرد أنهم - بحسب مزاعمنا - أقل منزلة.