من أمثال العرب
إنه ليعلم من أين تؤكل الكتف
ويضرب للرجل الداهي.
قال بعضهم : تؤكل الكتف من أسفلها ومن أعلى يشق عليك ويقولون: تجرى المرقة بين لحم الكتف والعظم فإذا أخذتها من أعلى جرت عليك المرقة وانصبت وإذا أخذتها من أسفلها انقشرت عن عظمها وبقيت المرقة مكانها ثابتة.
رجع بخفي حنين
كان حنين إسكافا فساومه أعرابي على خفين فاختلفا, فأراد حنين أن يغيظ الأعرابي, فأخذ أحد الخفين وطرحه في الطريق, ثم ألقى الآخر في مكان آخر, فلما مرّ الأعرابي بأحدهما قال ما أشبه بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته, ثم مشى فوجد الآخر, فترك راحلته وعاد ليأتي بالخف الأول، وكان حنين يكمن له فسرق راحلته ومتاعه. وعاد الأعرابي إلى قومه يقول لهم جئتكم بخفي حنين. ويضرب هذا المثل لمن خاب مسعاه.
وافق شن طبقة
شَنّ رجل من العرب خرج ليبحث عن امرأة مثله يتزوجها، رافقه رجل في الطريق إلى القرية التي يقصدها, ولم يكن يعرفه من قبل. قال شن: أتحملني أم أحملك؟ فقال الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف تحملني أو أحملك؟ فسكت شن حتى قابلتهما جنازة, فقال شن: أصاحب هذا النعش حي أم ميت؟ فقال الرجل ما رأيت أجهل منك, ترى جنازة وتسأل عن صاحبها أميت أم حي، فسكت شن, ثم أراد مفارقته, فأبى الرجل وأخذه إلى منزله, وكانت له بنت تسمى طبقة. فسألت أباها عن الضيف فأخبرها بما حدث منه, فقالت يا أبت ما هذا بجاهل؛ إنه أراد بقوله أتحملني أم أحملك: أتحدثني أم أحدثك. وأما قوله في الجنازة فإنه أراد: هل ترك عقباً يحيا به ذكره؟ فخرج الرجل وجلس مع شن وفسر له كلامه, فقال شن: ما هذا بكلامك, فصارحه بأنه قول ابنته طبقة, فتزوجها شن. ويضرب مثلاً للمتوافقين.
أحَشَفاً وسوءَ كِيلَة
وأصله أن أعرابياً ذهب يشتري تمراً، فوجده رَدِيَّ النوعِ ولاحظَ أن البائع يغشّ في الكيل فقال له: أحشفاً وسوء كيلة، فصارتْ مثلاً لمن يجمع بين أمرين مكروهين.
أوسعتُهُم سبًّا وسارُوا بالإبل
وأصلُه أن رجلاً هجم عليه لصوص فأخذُوا إبله، ولم يستطع مقاومتهم فلما بعدُوا عنه اعتَلى أكمة وأخذ يَسبّهم أقبحَ السباب ثم رجع إلى قومه فسألوهُ عن الإبل وعما صنع؟ فقال: "أوسعتهم سباً وساروا بالإبل" فصارت مثلاً لمن يقصر فعلهُ ويُطلقُ لسانه.
جازَاهُ جزاءَ سِنِمّار
كان سنمّار مهندساً معمارياً ممتازاً، وقد بنى قصراً فخماً للنعمان بن المنذر قضى عشرين عاماً في إبداعه، وفي يوم افتتاحه تقدَّم كي ينال جائزةَ العمل فأمر النعمانُ بأن يرمى به من أعلى القصر خشيةَ أن يبني مثله لسواه فضُرب المثل بفعلته، وقيل: جازاه جزاء سِنِمّار ويقال لمن عمل صالحاً وكوفىء عليه بالسيء.
رب رمية من غير رام
ومعنى المثل أن الغرض قد يصيبه من ليس من أهل الرماية. فيضرب عندما يتفق الشيء لمن ليس من شأنه أن يصدر منه.
ويذكر أن المثل لحكيم بن عبد يغوث المنقري، و كان من أرمى الناس. فحلف يوماً ليعقرن الصيد حتماً.
فخرج بقوسه فرمى فلم يعقر شيئاً فبات ليلة بأسوأ حال، و فعل في اليوم الثاني كذلك فلم يعقر شيئاً، فلما أصبح قال لقومه: ما أنتم صانعون؟ فإني قاتل اليوم نفسي إن لم أعقر مهاة. فقال له ابنه: يا أبت احملني معك أرفدك فانطلقا، فإذا هما بمهاة، فرماها فأخطأها. ثم تعرضت له أخرى فقال له ابنه: يا أبت ناولني القوس. فغضب حكيم و همّ أن يعلوه بها. فقال له ابنه: أحمد بحمدك، فإن سهمي سهمك. فناوله القوس فرماها الابن فلم يخطئ. فقال عند ذلك حكيم: رب رمية من غير رام.
قَطَعَتْ جَهِيزَةُ قَوْلَ كُلِّ خَطِيبِ
أصل هذا المثل: أن قبيلتين تشاجرتا، وقُتِلَ شخص من إحداهما، وأدركت القبائل المجاورة أن نار الحرب ستندلع طلباً للثأر، فسعى كبارهم للصلح، ودفع دية القتيل.
وبينما هم يخطبون ويسألون أهل القتيل أن يرضوا بالدية، إذ دخلت جارية تسمى " جهيزة" فأخبرت المجتمعين أن أهل القتيل قد أخذوا بثأرهم من القاتل، فقال قائلهم: قطعت جهيزة قول كـل خطيب .
وصار هذا القول مثلاً يضرب لمن يأتي بالقول الفصل عند اختلاف الرأي .