القراءة
من أسرار الجسم
الفقرة الأولى:
الإنسانُ لا يُمارِسُ الهَضمَ ولا يستَطيعُ، إنّه يستَطيعُ أن يأكلَ، أمّا ما يأتي بعدَ ذلكَ من هضمٍ في فمٍ، ففي مَعِدَةٍ، فَفي أمعاءٍ غليظةٍ، وحتّى تخرجَ الفضَلاتُ من جوفِهِ، فكلُّ هذهِ الإجراءاتِ تجري، وهِيَ خارجةٌ عن إرادتهِ.
الفكرة الرّئيسة:
عملية الهضم خارجة عن إرادة الإنسان.
المعاني:
جوفه: باطنه.
تجري: تحدث.
إرادته: سيطرته.
القواعد:
يمارسُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة.
غليظةٍ: نعت مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
تجري: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة المقدّرة منع من ظهورها الثّقل.
الفقرة الثّانية:
إنَّهَا تجري في باطنةِ بغَيرِ وعيٍ منهُ، وعَلى غيرِ عِلمٍ. إنَّ جسمَهُ خرجَ مِن زِمَامِه، ونحمدُ اللهَ أنَّهُ خرجَ، فالعَمليَّاتُ الَّتي تجري بعيدًا عن وعيِهِ، يَلُفُّهَا التَّعقيدُ والتَّركيبُ، والموادُّ الَّتي يصنعُهَا الجسمُ أدواتٍ للهَضمِ تعلو عن فطنةِ الإنسانِ وفهمِهِ علوًّا كبيرًا.
الفكرة الرّئيسة:
عمليّات الهضم يلفّها التّعقيد والتّركيب.
المعاني:
وعي: إدراك.
زمامه: سيطرته.
فطنة: ذكاء.
القواعد:
باطنه: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة وهو مضاف/ ـه: ضمير متّصل مبنيّ في محل جر مضاف إليه.
الفقرة الثّالثة:
إنَّ الإنسانَ يبدأُ بوضعِ الطَّعامِ في فمِهِ، ثمَّ لا يلبثُ أن يرى فكَّيهِ يمضغانِ الطَّعامَ، والمَضغُ عادةٌ كادَت تكونُ غريزةً، والطِّفلُ يمضَغُ وهُوَ لا يدري لِمَ يمضَغُ، وتَحريكُ الفكِّ، بل مُجرَّدُ وضعِ الطَّعامِ في الفمِ، ومسِّهِ جُدرانَهُ يُجري اللُّعابَ في الفمِ، واللُّعابُ تُفرِزُهُ غُدَدٌ سِتَّةٌ: اثنتانِ تحتَ اللِّسانِ، واثنتانِ تحتَ الفكِّ الأسفلِ، واثنتانِ قُربَ الأُذنِ، وهُوَ يحتوي خمائرَ هاضمةً، لا يعلمُ الإنسانُ من أمرِهَا شيئًا، إلَّا مَن دَرسَ في مدرسةٍ. ومَا كانَ لهُ في هذهِ الخَمائرِ ولَا في عملِهَا خِيارٌ، إنَّهَا تعملُ وهِيَ خارِجَةٌ عن وعيِهِ تمامًا.
الفكرة الرّئيسة:
كيفيّة حدوث الهضم في جسم الإنسان.
المعاني:
يلبث: يمكث.
غريزة: تجري على الفطرة.
مسّه: لامسه.
اللّعاب: ما يسيل في الفم.
تفرزه: تخرجه.
عدد: مفردها غدّة (عضو في الجسم يفرز المواد).
خمائر: مواد عضويّة.
القواعد:
الإنسان: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
يمضغان: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النّون لأنّه من الأفعال الخمسة.
الهاء في (جدرانه): ضمير متّصل مبنيّ في محل جر مضاف إليه.
الهاء في (تفرزه): ضمير متّصل مبنيّ في محل نصب مفعول به.
الفقرة الرّابعة:
والإنسانُ لم يطلبْ إلى الغُدَدِ اللُّعابيَّةِ أنْ تعملَ، بلْ لمْ يقُلْ لها: هذا هو الطَّعامُ فابدئِي الآنَ وافرزي. إنَّ الجسمَ يرفضُ تدخُّلَ الإنسانِ، والَّذي طلبَ إلى الغُددِ اللُّعابيَّةِ أن تعملَ إنّما هو الأعصابُ المُنتشرَة في الفمِ، مسَّ الطَّعامُ هذهِ الأعصابَ فقامَت بِواجِبِها، فأخبرَتِ الغُددَ اللُّعابيّةَ أنَّ الوقتَ حانَ للعمَلِ، فقامتْ تعْمَلُ على الفورِ، وهذهِ الأعصابُ هِيَ بعضُ ذلكَ الجهازِ العصبيِّ، وهوَ غيرُ إراديٍّ، يعمَلُ بعيدًا عنْ إرادةِ الإنسانِ.
الفكرة الرّئيسة:
الأعصاب هي المحرّك الأساسيّ لعمليّة الهضم.
المعاني:
حان: حال/آن.
على الفور: بسرعة.
القواعد:
يطلب: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السّكون.
ابدئي: فعل أمر مبنيّ على حذف النّون والياء: ضمير متّصل مبنيّ في محل نصب مفعول به.
الفقرة الخامسة:
والّذي نُريدُ أنْ نُؤكِّدَهُ أنّنا نعيشُ في أجسامِنا غُرباءَ عنْها. إنَّ جسمَنا كالْمَنزِلِ الّذي نسكنُهُ، بناهُ غيرُنا وسكنّاهُ. وفوقَ ذلكَ نحنُ سكنّاهُ ولسنا ندري ولا نُدرِكُ ممّا يجري في داخلِهِ شيئًا، لا في هضْمٍ، ولا دورةِ دمٍ، ولا تَنفُّسٍ.
هذا الخلْقُ عَصيٌّ على الفهْمِ، فلْنقِفْ بهِ عندَ الوصفِ، ولا تقُلْ بعدَ ذلكَ شيئًا.
الفكرة الرّئيسة:
الإنسان لا يعلم ما يجري في جسده كالغريب.
المعاني:
عصي: صعب ومعقّد.
القواعد:
سكنّاه: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بـ(نا) الفاعلين.
نا: ضمير متّصل مبنيّ في محل رفع فاعل.
ه: ضمير متّصل مبنيّ في محل نصب مفعول به.
لا تقل، لا: حرف نهي وجزم مبنيّ على السّكون لا محلّ له من الإعراب.
تقل: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السّكون.