القراءة
شَرحُ قصيدة (في مدخل الحمراء)
البيت الأوّل:
في مدخل "الحمراء" كانَ لِقاؤُنا ما أطيب اللقيا بلا ميعاد!
معاني الكلمات
الحمراء: اسم لمدينة (لبلة) في الأندلس.
أطيب: أروع.
اللقيا: اللقاء.
الشرح
يبدأ الشاعر قصيدته بذكر مكان اللقاء الأوّل مع الفتاة الإسبانية عند مدخل الحمراء متعجبًا من هذا اللقاء وجماله؛ لأنه من دون ميعاد.
البيت الثاني:
عينانِ سوداوانِ في حَجريهما تتوالد الأبعاد من أبعاد
معاني الكلمات
حَجريهما: مفردها حجر؛ وهو ما أحاط بالعين، ويُسمّى محجر العين.
الشرح
يصف الشاعر الفتاة الإسبانية بجمال عيونها السوداء وما فيها من ملامح عربية خالصة، ويقول إنّ عيون الفتاة السوداء أعادت به إلى التاريخ القديم.
البيت الثالث:
هل أنتِ إسبانية؟ ساءلتُها قالت: وفي غرناطة ميلادي
معاني الكلمات
غرناطة: مدينة في إسبانيا، بناها العرب المسلمون.
الشرح
يستذكر الشاعر الحوار الحاصل بينه وبين الفتاة، إذ يتساءل بتعجب واستغراب عن أصلها (أي: هل هي من إسبانيا أم لا؟ فأجابت مؤكّدة أنّها إسبانية الأصل ووُلدت في غرناطة.
البيت الرابع:
غرناطة! وصحت قرون سبعة في تينك العينين بعد رُقادِ
معاني الكلمات
وصحت: استيقظت.
تينك: اسم إشارة.
رقاد: النوم.
الشرح
لقد أيقظت عينا الفتاة في الشاعر سبعة قرون (وهي قرون حكم الأمويين للأندلس)، فبعد كل هذه السنين يستحضر الشاعر أمجاد المسلمين بعدَ سباتٍ عميق.
البيت الخامس:
وأميّة راياتها مرفوعة وجيادُها موصولة بجياد
معاني الكلمات
أمية: الأمويون.
راياتها: جمع راية، وهي العلم.
جياد: جمع جواد وهو خيل سريع الجري.
جياد: عنق الخيل.
الشرح
يستذكر الشاعر خيول بني أمية وراياتهم المرفوعة حيث فتحوا الأندلس، كما أنّ هذا الاستحضار كان يشير إلى الحزن والأسى على تلك الأيام التي مضت.
البيت السادس:
ما أغرب التاريخ كيف أعادني لحفيدة سمراء من أحفادي!
معاني الكلمات
أعادني: أرجعني.
أحفاد: مفردها حفيد وهو ولد الولد.
الشرح
يتعجب الشاعر من التاريخ والأيام التي أعادته إلى حفيدة من أحفاده بعد كل هذا الفراق، لأنه رأى في الفتاة الملامح العربية (معتبراً أنها واحدة من حفيدات العرب).
البيت السابع:
ورأيتُ منزلنا القديم وحُجرةً كانت بها أمّي تمدُّ وسادِي
معاني الكلمات
حُجرة: الغرفة الصغيرة.
تمد: تبسط.
الشرح
يتعلق الشاعر بالذكرى فمن خلال المكان العام يلجأ إلى المكان الخاص والمغلق وهو (منزله القديم)، فيستذكر الغُرف الصغيرة التي بعثت مشاعر الحنين إليه، ثم يتذكر حضن أمه وحنانها عليه في كل ليلة، فكانت تخافُ عليه من البرد، فتمد الوسادة الدافئة له.
البيت الثامن:
والياسمينةَ رُصعت بنجومها والبركة الذهبية الإنشاد
معاني الكلمات
الياسمينة: أحد أنواع الورود طيبة الرائحة.
الشرح
يستمر الشاعر هنا في وصف المكان الذي كان ينشأ به، فهو مكان مليء بالنجوم التي تمثل الجواهر المرصعة بالذهب، كما يستذكر البركة الذهبية الصافية التي كانت غزيرة الماء في إنشادها وتدفقها.
الصورة الفنية
يشبّه الشاعر النجومَ جواهراً وصوّر الياسمينة ثوباً مرصّعاً بهذه النجوم.
شبّه البركة طيراً يشدو.
البيت التاسع:
ودمشقُ أين تكون؟ قلتُ: ترينها في شَعرِكِ المُنسابِ نهرَ سوادِ
معاني الكلمات
المُنساب: من انسابَ؛ أي جرى وسال.
الشرح
تبدأ الفتاة الإسبانيّة بسؤالها عن دمشق وموقعها، فيجيبُها الشاعر: أنّها متمثلة في جمال شعركِ المُنساب كالنهر.
البيت العاشر:
في وجهكِ العربيّ في الثّغرِ الذّي ما زالَ مُختزِناً شُموسَ بلادي
معاني الكلمات
الثغر: الفم.
الشرح
يستمر الشاعر بوصفِ دمشق، فيقول: إنّ وجهها ذو الملامح العربية يمثل جمال دمشق، وإنّ شمسَ بلاده تختبىء في فمها.
الصورة الفنيّة
شبّه الشاعر فم الفتاة بالشمس.
البيت الحادي عشر:
سارت معي والشَّعرُ يلهث خلفَها كسنابل تركت بغير حصادِ
معاني الكلمات
يلهث: أصابه التعب.
حصاد: ما يُقطع من الزرع.
كسنابل: جمع سنبلة، وهو جزء من النبات الذي يتكون فيه الحب.
الشرح
يرسم الشاعر صورة للفتاة عندما سارت معه لتعرّفه على الآثار الإسبانية، حيث صوّر شعرها بالإنسان المتعب الذي يركض خلفها، وصوّرهُ بالسنابل التي تعصفُ بها الرياح وقد تُرِكت من دون حصاد.
البيت الثاني عشر:
يتألّقُ القرطُ الطويلُ بجيدها مثل الشموعِ بليلةِ الميلاد
معاني الكلمات
يتألق: يلمع.
القرط: ما يُعلَّق في شحمة الأذن من درّ أو ذهب.
الشرح
يصف الشاعر القُرط في أذنِ الفتاة بأنه يلمع لمعان الشمع في ليلة الميلاد.
الصورة الفنية
صور قُرطها المتدلّي على عنقها كالشموع المتلألئة في ليلة الميلاد .
البيت الثالث عشر :
الزّخرُفاتُ أكادُ أسمعُ نبضها والزركشاتُ على السقوفِ تُنادي
معاني الكلمات
نبضها: دقات قلبها الزخرفات.
والزركشات: فن تزيين الأشياء بالنقش والتطريز.
الشرح
يتأمل الشاعر الزخرفات كأنها كائن حي، كما يتأمل الزركشات على السقوف كأنها تريد أن تنطق من شدة حزنها وتعبيرها عن أمجاد العرب وحضارتها المتميزة .
الصورة الفنيّة
صور الشاعر الزخرفات كائنا له قلب أبيض.
صوّر الشاعر الزركشات على السقوف إنساناً حزيناً يُنادي من تركوها ورحلوا عنها.
البيت الرابع عشر:
قالت هنا الحمراءُ زهو جدودنا فاقرأ على جدرانها أمجادي
معاني الكلمات
أمجادي: جمع مجد، وهو النبلُ والشرف.
الشرح
زهو الافتخار تعرف الفتاة الشاعر على قصر الحمراء، وتقول: إنّ هذا القصر هو فخر أجدادها، حيث تشهد جدران هذا المكان ونقوشاته على أمجاد الأجداد العرب وانتصاراتهم.
البيت الخامس عشر:
أمجادها! ومسحتُ جُرحاً نازِفًا ومسحتُ جُرحاً ثانيًا بِفؤادي
معاني الكلمات
نازِفًا: يسيلُ مِنهُ الدّم.
الشرح
يتعجب الشاعر من الفتاة، وكيف نسبت هذا المجد لأجدادها، فأثارت في نفسه حربين (جرحين)، الأوّل: إنكار الفتاة والغرب للحضارة العربية الإسلامية ودورها في بناء حضارتهم أما الجرح الثاني: فهو خروج المسلمين من الأندلس .
البيت السادس عشر:
يا ليتَ وارثتي الجميلةَ أدركت أنّ الَّذِينَ عنتهُمُ أجدادي
معاني الكلمات
وارثي: وارث أحد أقرباء الميت الذين لهم حق في تركته وثروته.
أدركت: عرفت.
الشرح
يتمنى الشاعر على الفتاة لو علمت أنّ الذين قصدتهم هم أجداده العرب، أصحاب الحضارة الإسلامية والتي اعتبرت اللبنة الأساسية في بناء الحضارة الغربية.
البيت السابع عشر:
عانقت فيها عندما ودَّعتُها رجُلًا يُسمّى "طارق بن زيادِ"
الشرح
يقول الشاعر: إنّه عندما ودّع المكان شعر أنه يعانق طارق بن زياد فاتح الأندلس، كدليل على عروبة أجداد هذه الفتاة.
الأفكار الرئيسة:
1- (1-2) لقاء الشاعر بالفتاة على مدخل الحمراء.
2- (3-6) يستذكر الشّاعر الحضارة الأندلسيّة لبني أميّة.
3- (7-8) استحضار الشاعر لذكرياته الدّمشقيّة.
4- (9-10) يستذكر الشّاعر الحوار الذي كان بينه وبين الفتاة الإسبانيّة.
5- (11-12) وضف الشّاعر لشعر الفتاة وقُرطها وجيدها.
6- (13-14) لفتخار الفتاة بأجدادها.
7- (15-17) حزن الشّاعروحسرته على أمجاد العرب في الأندلس.