لمن تعود ملكية الغيوم؟
لا يوجد تشريع يقنن ملكية السُّحب، بيد أنه يمكن التلاعب بها لأغراض خبيثة، ولحل هذه المعضلة، اقترح الكاتب ماثيو سيمونيت إنشاء يوم دولي للغيوم يكون في 29 مارس/آذار من كل عام.
وقال الكاتب ماثيو سيموني إن هذا السؤال أثار جدلاً خلال الأربعينيات عندما استخدمت الولايات المتحدة لأول مرة تقنية الاستمطار فوق ولاية نيويورك. وعلى خلفية ذلك، احتج الكنديون مدعين أن الأميركيين "سرقوا سحابة" منهم! لكن الغيوم بموجب القانون الدولي لا تعود إلى أي شخص ولا يمكن استملاكها.
كان هذا أحد الأسئلة التي طرحها المتظاهرون في كيبيك في ستينيات القرن الماضي. ونتيجة لذلك، تم سن تشريع يحظر استخدام تقنية الاستمطار في هذه المقاطعة الكندية دون إذن مسبق. وتعد هذه المقاطعة من المناطق "القليلة" في العالم التي سنت قوانين خاصة بالسحب.
وتسمى التقنية التي تُستخدم في استمطار السحب بـ"البذر السحابي"، وتثير هذه التقنية تساؤلاً إن كانت تقنية البذر السحابي تُستخدم دون الحصول على إذن مسبق.
ما تقنية "البذر" السحابي؟
نظرا لأن ملكية السحب لا تعود لأي كيان، يمكن لأي دولة (باستثناء كيبيك) فعل ما تريد بالسحب التي تمرّ عبر مجالها الجوي. وبسبب هذا الفراغ القانوني، تنفق العديد من الدول ميزانيات كبيرة للتلاعب بالسحب لأسباب مختلفة (على غرار مكافحة الجفاف وضمان أن تكون السماء صافية خلال الألعاب الأولمبية، وما إلى ذلك.
وقد أكد الكاتب أن بعض الحكومات استخدمت تقنية البذر السحابي لأغراض خبيثة في بعض الأحيان. فخلال حرب فيتنام مثلاً، استُخدمت السحب كسلاح من خلال جعل السماء تمطر لإبطاء حركة الخصوم أو حتى التسبب في فيضان. وفي عام 1976، أنشأت الأمم المتحدة اتفاقية تحظر هذا النوع من الممارسات، وهذا يعني أنه لم يعد بإمكان أي دولة استخدام تقنية الاستمطار لغرض "عدائي".
في المقابل، لا يوجد نص دولي يحظر التلاعب بالسحب لأسباب غير حربية. ففي عام 1986، عملت الدولة الروسية على استمطار السحب فوق بيلاروسيا لمنع المواد المشعة القادمة من أوكرانيا (تشرنوبل بالتحديد) من الوصول إلى موسكو أو مدن روسية أخرى. وقد تسببت هذه الحادثة في مشاكل صحية خطيرة ومتعددة في بيلاروسيا.
نقلاً عن الجزيرة بتصرف