بدأ حاكم كاليفورنيا السابق «أرنولد شوارزنيجر» يلاحق شركات النفط، زاعمًا أنها «تقتل الناس عمدًا في جميع أنحاء العالم،» بمساهمتها في مشكلة الاحترار العالمي وتفاقمها. وأطلق إعلانه هذا في 11 مارس/آذار الجاري، في البث الصوتي المباشر «أوف مسج» من صحيفة «بوليتيكو»، وكشف فيه عن اجتماعات يعقدها مع شركات محاماة عديدة لتساعده في إقامة الدعوى القضائية.
قال شوارزنيجر في ذلك الحوار «تعرف شركات النفط بذلك منذ العام 1959، إذ أجرت دراسات أشارت إلى أن الوقود الأحفوري سيؤدي إلى احترار عالمي، وإلى أنه سيعرّض الناس للخطر وسيقتلهم.» وقارن الدور الذي لعبته شركات النفط في الاحترار العالمي بما فعلته شركات التبغ حين أخفت عن الناس حقيقة الضرر الشديد الذي يلحقه التدخين بصحّتهم.
يرى شوارزنيجر أن على الناس أن يعلموا بالضرر الذي يلحق بالبيئة نتيجة لأسلوب حياتهم، ولذلك يصرّ على أن أي منتَج يدخل الوقود الأحفوري في إنتاجه (يشمل ذلك كل ما نشتريه تقريبًا) يجب أن يحمل تحذيرًا وتمييزًا عن غيره، مثلما طبق على السجائر بعد إقرار قانون مكافحة التبغ في العام 2009.
وأضاف «من علامات اللامسؤولية عندي أن تَعلَم أن منتجك يقتل الناس فلا تضع عليه علامة تحذيرية كالتبغ؛ يجب وضع تحذير على كل محطة وقود وعلى كل سيارة وعلى كل منتج يعتمد على الوقود الأحفوري.»
بل إنه وصل إلى حد القول بأن تجاهل آثار استخراج الوقود الأحفوري والانتفاع به كارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى، إذ قال «إن دخلتَ غرفة عالِمًا أنك ستقتل شخصًا فيها، فهذا جريمة قتل من الدرجة الأولى، ولا أرى أي فرق بين ذلك وما تفعله شركات النفط.»
لم يحدد شوارزنيجر شركات النفط التي ينوي مقاضاتها، لكنه ليس أول سياسي يستهدف الشركات التي يُعتقد أنها مسؤولة عن ظاهرة الاحترار العالمي، ففي يناير/كانون الثاني أعلن بيل دي بلازيو، عمدة نيويورك أنه رفع دعوى قضائية على شركات النفط بي بي وشيفرون وكونوكو فيلبس وإكسون موبيل، ورويال داتش شِل؛ مصرحًا بأن كل شركة منها «ضلّلت العوام عمدًا لحماية مصالحها.»
ويخطط دي بلازيو والمراقب المالي سكوت سترِنجر لسحب استثمارات صناديق التقاعد في مشاريع الوقود الأحفوري، وقد يُسحب خلال خمسة أعوام نحو 5 مليارات دولار من استثمارات صناديق التقاعد التي تبلغ 189 مليار دولار.
في ديسمبر/كانون الأول توقعت وكالة رويترز أن ترفع على شركات النفط عدة دعاوى قضائية متعلقة بالتغير المناخي، مستندة إلى الأبحاث التي تعزو نسبة معينة من الاحترار العالمي إلى عدة شركات نفطية؛ ففي دراسة أجراها «اتحاد العلماء المهتمين» ونُشرت في مجلة كلايماتيك تشينج وجد العلماء أن الانبعاثات الكربونية التي أصدرتها أكبر 50 شركة نفطية خاصة -كشركة بي بي وشيفرون ورويال داتش شل- هي المسؤولة عن 16% من الارتفاع العالمي في درجات الحرارة بين العامين 1800 و2010.
قالت برِندا إكوُورزِل، وهي مؤلفة أبحاث ومديرة قسم علوم المناخ في اتحاد العلماء المهتمين، في بيان صحافي «علمنا منذ مدة طويلة أن الوقود الأحفوري أكبر مساهم في التغير المناخي، لكن المعلومة الجديدة أنه تَأكد لنا اليوم مبلغ تأثير منتجات شركات معينة في احترار مناخ الأرض وبحارها.»
نقلاً عن مرصد المستقبل