قصة أكبر مذبحة سياسية في التاريخ

قصة أكبر مذبحة سياسية في التاريخ

مذبحة القلعة

مذبحة القلعة جرت في غرّة شهر مارس من عام 1811 وفيها تخلص محمد علي باشا من معارضيه المماليك دفعة واحدة.

 

من هو محمد علي باشا؟

   ولد محمد علي لأسرة مسلمة في مقدونيا وذهب في الجيش العثماني إلى مصر عام 1801 لطرد الفرنسيين وكان نائب قائد الكتيبة الألبانية.

   وفي أعقاب مقتل قائد الكتيبة الألبانية خلفه محمد علي الذي تمتع بشخصية كاريزمية صارمة مهدت له الطريق لتولي منصب الوالي عام 1805، وقد أسس محمد علي باشا الأسرة العلوية التي استمرت في حكم مصر حتى عام 1952

العداوة بين المماليك ومحمد علي باشا

   تذكر المصادر التاريخية أن المماليك في ذلك الوقت كانوا يرون أنهم الحق في حكم مصر، وكانوا دائمي التمرد والإزعاج لمحمد علي، ولم تنفع معهم محاولات الصلح والإرضاء بالأموال التى قام بها الوالي، حتى أراد استرضاء مراد بك زعيم المماليك وأعطاه حكم القبلى مقابل مبلغ من المال واشترط عليه عدم مساعدة المماليك للإنجليز ولكن لم يجد ذلك نفعاً.

 

أحداث المذبحة

   جاءت لمحمد علي باشا دعوة من الباب العالي لإرسال حملة للقضاء على حركة الوهابيين في نجد، فدعا زعماء المماليك إلى القلعة بحجة التشاور معهم وتكريم الجيش الذاهب للحملة، وفي يوم الحفل (1 مارس 1811) استعد (محمد علي) للحفل وجاء زعماء المماليك بكامل زينتهم يركبون على أحصنتهم. بعد أن انتهى الحفل الفاخر دعاهم محمد علي لكي يمشوا في موكب الجيش الخارج للحرب، لكي يكونوا في مقدمة مودعيه، وما أن خرج الجيش من باب القلعة (باب العزب) وأغلقت الأبواب، حتى انهال رصاص الحراس على رؤؤس المماليك، حتى أتت على جميع المماليك.

   والسر وراء اختيار باب "العزب" ليكون مسرحاً لمذبحة القلعة والتي راح ضحيتها أكثر من خمسمائة رجل من رؤوس المماليك وأعيانهم هو أن الطريق الذي يؤدى إلى باب العزب ما هو إلا ممر صخري منحدر تكتنفه الصخور على الجانبين، حيث لا مخرج ولا مهرب، لقد كان الأمر خدعة انطلت على المماليك ونفذتها مجموعة من جنود محمد علي باشا بإحكام.

   تروي كتب التاريخ أن عدد المماليك الذين راحوا ضحية المجزرة بلغ نحو 500 مملوك، وقيل 1200 ، وبعد أن وصل خبر تلك المذبحة إلى الجماهير المحتشدة في الشوارع لمشاهدة الموكب سرى الذعر بينهم، وتفرق الناس، وأقفلت الدكاكين والأسواق، وهرع الجميع إلى بيوتهم، وخلت الشوارع والطرقات من المارة، وسرعان ما انتشرت جماعات من الجنود الأرناؤوط في أنحاء القاهرة يفتكون بكل من يلقونه من المماليك وأتباعهم، ويقتحمون بيوتهم فينهبون ما تصل إليه أيديهم، وتجاوزوا بالقتل والنهب إلى البيوت المجاورة.

   وكثر القتل، واستمر النهب، وسادت الفوضى ثلاثة أيام، قُتل خلالها نحو ألف من المماليك ونُهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف هذا إلا بعد أن نزل محمد علي إلى شوارع المدينة، وتمكن من السيطرة على جنوده وأعاد الإنضباط. وهكذا استطاع محمد علي باشا الانفراد بالحكم.

إعداد : شبكة منهاجي التعليمية

12 / 06 / 2019

النقاشات