حوار مع صديقي الملحد
المؤلف: مصطفى محمود.
دار النشر: دار المعارف.
عدد الصفحات: 94 صفحة
في هذا الكتاب يطرح المؤلف بعض الأسئلة التي يثيرها المشكّكون بالدّين، ويحاول الردّ عليها بطريقة علميّة منهجيّة:
سؤال (1): أنتم الموحّدون تقولون بقانون السببية بمعنى أن كلّ شيء له سبب ومُوجِد، من خلق وأوجد الله إذن؟
سنسير بهذه السلسلة لنصل إلى سبب في غير حاجة إلى سبب ... سبب أوّل، أو محرّك أول في غير حاجة لمن يحرّكه ... خالق في غير حاجة لخالق. إضافة لذلك فإن القوانين التي تحكمنا ليست التي تحكم خالقها!
سؤال (2): إن كان الله قدّر عليّ أفعالي فلماذا يحاسبني؟
أفعالنا معلومة عند الله في كتابه، ولكّنها ليست مقدورة عليك بالإكراه. أما كلامك عن الحرية، وأنّنا مسيّرون في بعض أمورنا فأقول: الحرية المطلقة التي تريد صفة الله ولا تنبغي لغيره سبحانه، وما أنت مسيّر فيه لست محاسبًا عليه، وهذا من تمام عدل الله سبحانه.
"الإنسان مخيّر فيما يعلم، مسيّر فيما لا يعلم"كلمات قالها أبو حامد الغزالي ملخِّصًا مشكلة التخيير، والتسيير، فالإنسان كلّما زادت رقعة علمه زادت رقعة حريّته، فالصالحون زاد علمهم فوفّر الله لهم المعجزات زيادةً لمساحة حريتهم.
لم خلق الله الشرّ؟
لولا الشر لما عرفنا الخير، ولولا المرض لما عرفنا الصحّة!
وهل تريد كمال الشيء كلّه وهو شيء اصطفاه الله لنفسه!
والذي تراه شرًّا يحمل معه الخير، فالبراكين تحمل كنوز الأرض، والمرض على مرارة تحمله تخلفه سعادة وأيّ سعادة.
ماذا عن الذين لم يصلهم القرآن:
كل من رأى المعجزة بعينه فكفر فالويل له أكثر ممن سمع، ولم يرَ، ومعجزتنا المرئية اليوم هي القرآن وهناك آية تريحك وغيرك: وما كنّا معذبين حتى نبعث رسولاً.
ومن ثمّ إن سؤال صديقك الملحد ظاهره يوهم بالإيمان، والإشفاق على الزنجيّ المسكين مع أن حقيقة صديقك هي الكفر بهذا القرآن، فسؤالك أقرب ما يكون للاستدراج والمخادعة!!
سؤال (3): لمَ يعذب الله مرتكب أعمال محدودة في الزمان بعذاب غير محدود في الزمان (أبديّ)؟
ورحمتي وسعت كل شيء، والنار شيء، فمن رحمة الله تطهير المجرمين من جرمهم ثمّ إن الله سبحانه وصل درجة من العظمة يستحق معها الكافر به سبحانه أن يخلد في نار جهنم.
سؤال (4): وماذا عن المرأة في الإسلام؟
تعدد الزوجات جاء تقييدًا لا تعديدًا لرجل كان يتزوج العشرة، والعشرين!! والحجاب إنّما جاء حماية لمكانة المرأة، فالمرأة دائمة العري تفقد كل ما تملكه المرأة الطبيعية من ميزة! أمّا مسألة الرق فقد كان الرق منتشرًا قبل الإسلام ولو جاء الإسلام ليأمر بتعطيله لخرج ملايين الرقيق عاطلين في الشوارع ينشرون السرقة والفساد، فكان الحل إغلاق باب الرق الأساسي وهو أسرى الحروب بالمن، أو الفداء، والتشجيع على عتق الرقاب الموجودة مسبقًا وبالنسبة للعبيد القدامى فجاء الإسلام بتشريعات تعاملية تخصهم دون غيرهم !!
سؤال (5) الروح:
عند الوفاة يحدث للإنسان أن تلتحلق روحة بأصلها وهو الخلود وأن يلتحق جسده بأصله وهو الفناء !! بحسب قوانين النسبية، فإنّك لا ترصد الحركة إلا وأنت مستقل عنها حياديّ اتجاهها وبالمثل للزمن لا تدركه لو أنك تمضي معه ولكن لأن الروح خالدة لا تجري عليها عتبة الزمان تشعر بها .
إذا كان الظمأ إلى الماء يدل عاى وجود الماء ... فلا بدّ أن الظمأ إلى العدل يدّل على وجود العدل، فإن لم يكن موجودًا في دنيانا فلا بدّ أن له ساعة وحينًا تنصبّ فيه موازينُه!
سؤال (6) الضمير:
الضمير أحد المخلوقات الاجتماعية عملة نحاسيّة صُكّت ودمغت وسبكت في فرن التعاملات الاجتماعية وليس فطرة الله كما تقول، فما رأيك؟
نقول له ماذا تقول في وضع القطط التراب على البراز إذا تبرزت؟ في هرب القطة واختبائها في حال كسرت شيئًا في المنزل ؟!! وفي حياء الجمل من إتيان أنثاه في حال كان مراقبًا، وفي حياء الأسد من أن يأتيَ فريسته ومن أن يهجم عليها من الخلف!! وممّا فعله الأسد الذي قتل مدربه، وكيف مات انتحارًا حزنًا عليه كما قال الموجودون حينها!!
سؤال ٧ محمد مؤلف القرآن
يا من تقول بتأليف القرآن اطلع على الإعجاز العلمي، أو البياني، أو حتى التشريعي، أو الغيبي، أو قم بتأليف شيء مثله، أو ابحث عن شيء مؤلف فيه من الدقة ما في القرآن. سئل ابن عربي عن سرّ إعجاز القرآن فأجاب: الصدق المطلق! سئل محمد صلى الله عليه وسلم عن القرآن فقال: "فيه نبأ ما قبلكم ، وفصل ما بينكم ، وخبر ما بعدكم!
نهاية أيها المشكك ماذا لو كان ما توعدون حقّا؟
إعداد: عبد الله أبو رواق.
إعداد : شبكة منهاجي التعليمية
11 / 03 / 2020
النقاشات